الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته هو مذهب أهل السنة والجماعة، الذي تؤيده نصوص الوحيين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله- في الفتاوى: وأما أهل السنة، وأئمة السنة، وكثير من أهل الكلام، كالهاشمية، والكرامية، وأصحاب أبي معاذ التومني، وزهير اليامي، وطوائف غير هؤلاء يقولون: إنه صفة ذات وفعل، هو يتكلم بمشيئته، وقدرته، كلامًا قائمًا بذاته، وهذا هو المعقول من صفة الكلام لكل متكلم، فكل من وصف بالكلام من الملائكة، والبشر، والجن، وغيرهم، فكلامهم لا بد أن يقوم بأنفسهم، وهم يتكلمون بمشيئتهم، وقدرتهم، والكلام صفة كمال لا صفة نقص، ومن تكلم بمشيئته، أكمل ممن لا يتكلم بمشيئته، فكيف يتصف المخلوق بصفات الكمال دون الخالق. اهـ.
والقرآن كلام الله، غير محدث، بمعنى غير مخلوق، لكن الله تعالى يتكلم متى شاء، بكلام بعد كلام، كما كلم آدم، ثم كلم موسى، وسيكلم المؤمنين في الآخر، وهذا معنى قولك: يجدد كلامه.
ومن قال من الأئمة إن الكلام قديم، فمراده أنه غير مخلوق، لا نفي تجدد الكلام. ولمزيد من توضيح هذه المسألة يمكن مراجعة الفتوى رقم: 54133
وننصحك بالبعد عن الوسوسة، والإعراض الكلي عن الاسترسال مع الشيطان فيها؛ فإن الإعراض عنها هو أحسن علاجاتها.
والله أعلم.