الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا التصرف قبيح، وفعل شنيع، وهو شبيه بحال المنافقين الذين قال الله تبارك وتعالى عنهم في كتابه: الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {التوبة:67}، وأمرها عجيب، وغرضها غريب، ينافي العقل السليم، والفكر المستقيم، فكان الأجدر بها أن تتوب إلى الله تعالى، وتلتزم الستر والحجاب، فتنجي نفسها من النار، فالله تعالى قال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}، والحجاب فريضة على المرأة المسلمة، كما سبق أن بينا ذلك بأدلته في الفتوى رقم: 18570.
فكان الأجدر بها أن تفعل ذلك بدلًا من أن تدعو إلى الفتنة، والتبرج، والسفور وتتسبب في إفساد نساء صالحات، وتكون ممن يحبون أن ينتشر العري، وتسود المجتمع الفاحشة، وقد قال الله عز وجل: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النور:19}، وورد في الأثر عن عثمان بن عفان ـ رضي اللّه تعالى عنه ـ أنه قال: ودت الزانية أن النساء كلهن زنين.
فننصح باجتناب هذا الصنف من النساء، ومن يعملن عكس مقصود الشرع من الدعوة إلى الخير، وسبيل النجاة، قال تعالى: وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا {النساء:27}، وقال أيضًا: أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ {البقرة:221}.
واللباس الشرعي له ضوابطه التي يجب أن تتوفر فيه، وسبق بيان هذه الضوابط في الفتوى رقم: 6745.
والله أعلم.