الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنود أن ننبه أولًا إلى أن زوجة العم هذه، على فرض كونها تتعامل بالسحر، لا يجوز أن يظن بها أنها قد عملت السحر لأحد من غير بينة؛ إذ الأصل براءة ذمتها من مثل هذا، وكذا الحال بالنسبة لبناتها، ومن ثبت عنه التعامل بالسحر، فالواجب أن ينصح، ويبين له خطورة هذا الفعل، ويمكن الاستفادة من الفتوى رقم: 13092، ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى رقم: 49555.
وما يحدث للوالد، أو الوالدة، أو صديقتك من تصرفات غريبة، أو أحلام مزعجة، لا يلزم من أن تكون بسبب السحر، وعلى تقدير كونها بسبب السحر، فقد لا يكون ذلك من جهة زوجة العم.
وإذا ثبت، أو غلب على الظن كون ذلك نتيجة لسحر، فإنه يعالج بالرقية الشرعية، وانظري الفتوى رقم: 7967 والفتوى رقم: 4310.
وننبه إلى أن صلاة الاستخارة، لا تعلق لها بمعرفة كون هذا الشيء سحرًا أم لا، فإنها تصلى تفويضًا للأمر إلى الله تعالى، فيما يريد المسلم القدوم عليه من الأمور المباحة، مما يخفى عليه كون الخير فيه أم لا، وهي لا تعلق لها بأمر الرؤيا، ولمزيد الفائدة انظري الفتوى رقم: 210709، والفتوى رقم: 123457.
وصلاة الحاجة تؤدى لتحقيق غرض معين مباح، ولكنها مختلف في صحة حديثها، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى رقم: 1390.
وعلى فرض صحته، ومشروعيتها، فلا يعتمد على هذه الرؤيا في اتهام هذه المرأة، أو بناتها بعمل السحر، فقد يكون للشيطان مدخل في ذلك لنشر الفتنة، وإثارة الشحناء، والبغضاء.
وننبه إلى أن ما ذكر عن الوالد من بعض التصرفات السيئة، كترك الصلاة، ونحو ذلك، لا إثم عليه فيه إن لم يكن في حال وعي، واختيار؛ لأن التكليف منوط بالقدرة، والاختيار.
وإن كان عن وعي، وقصد، فهو آثم بذلك، والواجب أن ينصح بالتوبة إلى الله.
والله أعلم.