الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يرحم أمك، ويسكنها جنته، وأن يرزقكم برها، ويجمعكم بها في الجنة؛ إنه ولي ذلك، والقادر عليه.
وإن كانت هذه البنت قد قامت حقًّا بسب أمك، فهذا فعل لا يرتضى، وهي وإن كانت صغيرة السن، إلا أنها لو نشأت على مثل هذا، ربما كان له الأثر السيء على خلقها مستقبلًا، وللفائدة نحيل على بعض الفتاوى في تربية الأولاد، وهي الفتاوى: 13767، 17078، 55386.
وغالًبا ما يقلد الأطفال في ترداد هذه الألفاظ من هم أكبر منهم سنًّا.
ومن هنا؛ فلينتبه الكبار في البيت من الآباء، والأمهات، وغيرهم، وليحرصوا على أن يكونوا قدوة صالحة لهم.
وبخصوص تأديبك لهذه البنت بالضرب، فما كان ينبغي لك ذلك؛ لصغر سنها، ووجود أبيها، وكان يمكنك تنبيهه لضرورة رعاية أخلاق أطفاله، وتعويدهم على القول الطيب، وراجع الفتوى رقم: 52292.
ولا شك في أن صلة الرحم واجبة، وقطيعتها محرمة، بل كبيرة من كبائر الذنوب، وقد ورد بخصوص ذلك كثير من النصوص في الكتاب، والسنة، ذكرنا طرفًا منها في الفتوى رقم: 116567.
فلا يحل لك أن تقطعهم للسبب الذي ذكرت، فاعمل على صلتهم، وقد أوردنا في الفتوى رقم: 226168، جملة من الأمور التي تتحقق بها الصلة، فصلتهم بالزيارة، أو المال، أو تفقد الأحوال، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 304318.
والله أعلم.