الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس الترتيب بين الأعضاء من واجبات الغسل؛ فإن الغسلَ يتحقق بإيصال الماء إلى جميع البدن مع النية؛ قال ابن قدامة في المغني: "فعلى هذا؛ تكون واجبات الغسل شيئين لا غير: النية، وغسل جميع البدن". اهـ.
وحيث إن السائل تمضمض واستنشق أولًا، ثم عمّم بدنه بعدُ، فإن غسله صحيح مجزئ, ولا يؤثر في صحة الغسل بطلان الوضوء -إن كان قد بطل-، فإن الوضوء للغسل مسنون لا واجب، وإذا لم يأت بالوضوء أصلًا فإن الغسل صحيح إجماعًا؛ جاء في المغني لابن قدامة: قال ابن عبد البر: المغتسل من الجنابة إذا لم يتوضأ، وعمّ جميع جسده، فقد أدى ما عليه؛ لأن الله تعالى إنما افترض على الجنب الغسل من الجنابة دون الوضوء، بقوله: وإن كنتم جنبا فاطهروا {المائدة: 6}. وهو إجماع لا خلاف فيه بين العلماء. اهـ.
وعليه؛ فلا يلزمك إعادة الصلوات التي صليتها بالغسل المذكور؛ لأنه غسل صحيح.
وأما الصيام: فلا تشترط فيه الطهارة أصلًا، وهذا أمر معلوم، وانظر الفتوى رقم: 25674.
وأما بشأن صلاتك في القطار أو البيت عندما تصل: فقد سبقت لنا في ذلك فتوى برقم: 149505؛ فصلنا فيها الحكم مع بيان الفرق بين المسافر وغيره في هذه الحالة، فراجعها.
وقد لمسنا من خلال السؤال أن السائل قد يكون يعاني من شيء من الوسوسة، فإن كان الأمر كذلك، فننصحه بطرحها وتجاهلها، فإنها داء عظيم متى استحكم من المرء أفسد عليه أمور دينه ودنياه.
والله أعلم.