الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية لا بد من التنبيه على أنك قد وقعت في معصية لأجل علاقتك بامرأة أجنبية, فعليك بالمباردة بالتوبة إلى الله تعالى, واقطع علاقتك فورا بتلك المرأة, حتى تعقد عليها عقدا شرعيا إن أردت ذلك, وراجع الفتوى رقم: 130139.
وفي خصوص الاستخارة: فإنها مندوبة, وليست بواجبة, قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم: وفيه استحباب صلاة الاستخارة لمن همَّ بأمر، سواء كان ذلك الأمر ظاهر الخير أم لا، وهو موافق لحديث جابر في صحيح البخاري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها. انتهى.
ولا نعلم ما يمنعك من صلاة الاستخارة في الليل، بعد المغرب، أو قبل العشاء أو بعدها أو في أي جزء من الليل! وعلى أية حال، فإن صلاة الاستخارة لا تشرع في أوقات النهي، فقد صرح أهل العلم بكونها بعد العصر أو الفجر مكروهة، جاء في المجموع للنووي: ولو توضأ في هذه الأوقات فله أن يصلي ركعتي الوضوء، صرح به جماعة من أصحابنا منهم الرافعي، ويكره فيها صلاة الاستخارة، صرح به البغوي وغيره. انتهى.
وما رأيته في منامك لا علم لنا بتفسيره، وصاحب الاستخارة يمضي فيما أراد إذا انشرح له صدره، وذهب البعض إلى أن له فيه الخير وإن لم تنشرح له نفسه، وليس من ذلك وجود رؤيا بعدها, كما في الفتوى رقم: 123457.
وراجع أيضا الفتوى رقم: 118831.
وتجدر الإشارة إلى أن النوم عن الصلاة قد يكون فيه تفريط يأثم به صاحبه، وقد لا يكون فيه تفريط، فلا يأثم صاحبه، وقد فصلنا ذلك في الفتويين رقم: 231631، ورقم: 142475.
والله أعلم.