الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعمل في هذه الحالة ـ وهي زيادة ركعة في الصلاة سهوا ـ أن تسجدوا سجود السهو للزيادة؛ فقد سجد النبي صلى الله عليه وسلم حينَ زاد في صلاته السلام والكلام كما في حديثِ ذي اليدين المتفقِ عليه.
ويمكنكم أن تسجدوا للسهو بعد السلام ولو لم تنتبهوا إلا بعد طول الوقت قال ابن قدامة في المغني: وَإِذَا نَسِيَ سُجُودَ السَّهْوِ حَتَّى طَالَ الْفَصْلُ، لَمْ تَبْطُلْ الصَّلَاةُ. اهـ
وعلى كل حال فصلاتكم صحيحة ـ إن شاء الله تعالى ـ ولو لم تسجدوا للسهو جهلا أو نسيانا أو عمدا؛ لأن السجود بعد السلام لا تبطل الصلاة بتركه؛ لأنه خارج عنها، قال البهوتي في الروض: فلا تبطل بتعمد ترك سجود مسنون، ولا واجب محل أفضليته بعد السلام. اهـ
ويجوز لكم أن تسجدوا البعدي في أي وقت؛ لأن سجود البعدي لا يفوت بطول الوقت عند المالكية ومن وافقهم، ويمكن فعله على سبيل الاستحباب ولو طال الفصل بينه وبين الصلاة؛ قال الأخضري في مختصره على العبادات: وَمَنْ نَسِيَ السُّجُودَ البَعْدِيَّ سَجَدَهُ وَلَوْ بَعْدَ عَامٍ.
والله أعلم.