الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فاعلم أن العفو أقرب للتقوى، وأن الأمر كما قال الله تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ {الشورى:40}. وقال تعالى: وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ {الشورى:43}.
والآيات والأحاديث في فضل العفو والصفح كثيرة جدا، فعليك أن تستحضر هذه المعاني العظيمة، فإن ذلك يهون عليك أمر العفو، كما أن استحضار ما في ذلك من بر بوالديك اللذين يكرهان أن تنتصر مما يعينك كذلك على العفو والصفح، وقد ذكرت أنك قد عفوت وسامحتهم، فليس لك بعد هذا أن تعود للانتصار، وانظر الفتوى رقم: 133725.
كما أن الانتصار من الظالم إنما يكون بقدر مظلمته، وليس بما أراده الشخص أو رغب فيه، وانظر الفتويين رقم: 180089، ورقم: 198851.
وليس لك أن تشير لمسلم بسلاح كسكين أو نحوه، لئلا ينزغ الشيطان في يدك فيقع المحظور، وانظر الفتوى رقم: 300136.
فعليك أن تنضبط بضوابط الشرع المطهر وألا ترخي لنفسك العنان في فعل ما تريد، فإن الشرع حاكم على كل أحد، واعلم أن خضوعك للشرع واستسلامك لحكمه وفعل ما ندبك إليه وحثك عليه ابتغاء مرضات الله تعالى من أعظم ما ينشرح به الصدر ويطمئن به القلب ويزول عنك به الاكتئاب.
والله أعلم.