الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه يجوز تفسير الأحلام إذا كان المعبر يعرف تفسيرها، فقد عبرها النبي صلى الله عليه وسلم، وعبرها أبو بكر بحضرته وأما الجاهل بذلك: فلا يجوز له تفسيرها، فقد روى الشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه رؤيا، فطلب أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ أن يعبرها، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ بعد ذلك: بأبي أنت أصبت أم أخطأت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا، قال: فوالله يا رسول الله، لتحدثني بالذي أخطأت، قال: لا تقسم.
وقال الإمام مالك: لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها، فإن رأى خيراً أخبر به، وإن رأى غير ذلك فليقل خيراً أو ليصمت. اهـ.
وفي رسالة ابن أبي زيد القيرواني المالكي قوله: ولا ينبغي أن يفسر الرؤيا من لا علم له بها ـ قال شارح الرسالة النفراوي في كتابه: الفواكه الدواني: لأنه يكون من الكذب، لأن الإخبار من غير العالم كذب، قال تعالى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ {الإسراء: 36}.
ولا حرج في طلب تعبيرها ممن يحسن التعبير، سواء كان ذلك بسؤاله مباشرة أو عبر وسائل الاتصال.
والله أعلم.