الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذا مصطلح عند بعض الفرق الصوفية، وهو اعتقاد لا يخفى فساده وبطلانه، ومعناه عندهم ـ فيما يظهر ـ حصول الفيض، والاستمداد من الأموات.
جاء في موسوعة الفرق المنتسبة للإسلام ـ تأليف مجموعة من الباحثين بإشراف الشيخ عَلوي بن عبد القادر السقاف ـ ما نصه: عقيدة الاستمداد من أهل القبور، وروحانية المشايخ، وحصول الفيض من قبورهم، وصدورهم من أعظم عقائد أكابر الديوبندية، وقد صرح الشيخ أنور شاه الملقب عندهم بإمام العصر (1352هـ) بأن الاستفاضة من أهل القبور تجوز؛ لكونها ثابتة عند أرباب الحقائق الصوفية. اهـ.
وجاء فيها أيضًا: جمهرة الديوبندية على جواز حصول الفيض من القبور، وأهلها بعد موتهم، مع أنهم يعترفون أن الاستفاضة من أهل القبور ليست من طريقة السلف، ولكن قالوا تجوز؛ لأنها ثابتة عند أرباب الحقائق -يعنون الصوفية الخرافية- فأرباب الحقائق مصدر جديد لتلقي العقيدة. اهـ.
وادعاء حصول الفيض من القبور، والجلوس عندها لأجل ذلك يعد من الظواهر الوثنية، وهو بلا شك ذريعة، وطريق إلى الشرك بالله، فيجب الحذر منه كل الحذر، جاء في كتاب جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية لمؤلفه أبي عبد الله شمس الدين الأفغاني ما نصه: هذه الظواهر من العكوف بالقبور، والمراقبة عندها، وحصول الفيوض من القبور كلها ظواهر القبورية، وهي وسائل الوثنية السافرة، فيجب سدها حماية لحمى التوحيد، ولئلا يتذرع بها إلى الشرك بالله عز وجل، وقد سبق أن فلاسفة اليونان تلامذة أرسطو ـ كانوا إذا وقعوا في مشكلة فلسفية ـ لجؤوا إلى قبر شيخهم أرسطو لحصول الفيض من قبره، فظهر أن ظاهرة حصول الفيوض من القبور من ميراث هؤلاء الفلاسفة اليونانية الوثنية؛ ولذا اعترف الشاه أنور شاه الكشميري أحد أئمة الديوبندية (1352هـ) بأن الاستفاضة من القبور لم تثبت عند المحدثين، ولكنها جائزة؛ لأنها ثابتة عند الصوفية. اهـ.
والكتاب الذي أشرت إليه مليء بمثل هذه الخرافات، والأباطيل فينبغي للمرء أن يحذر منه.
والله أعلم.