الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإننا نود أولًا أن نرشدك إلى بعض الفتاوى المتعلقة بحكم الاستمناء خشية الوقوع في الزنا، وكلام أهل العلم بهذا الخصوص؛ فراجع الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 4536، والفتوى رقم: 2720.
وأما زواجك من هذه المرأة المذكورة: فالشرع، والعقل يقتضيان عدم الإقدام على الزواج منها؛ فأما الشرع: فلكون الإسلام يعني الاستسلام له بالوحدانية، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله، وهذه أمور قد لا تحقق في مثل هذه الحال، والورع، والاحتياط ألا يتزوج المسلم إلا من مسلمة متحققة بالإسلام قولًا، وعملًا، وانظر الفتوى رقم 5398.
وأما العقل: فإنه بمقتضى التجربة تبين أن كثيرًا من غير المسلمين -رجالًا، أو نساء- قد يتظاهر بالإسلام بغرض الزواج، فإن تم له ما أراد كشف حقيقة أمره، وأنه لم يسلم حقيقة، وينتج عن ذلك مفاسد كثيرة.
وإذا انضم إلى ما ذكرنا عدم رضا الوالدين بهذا الزواج تأكد أمر البعد منه، واجتناب هذه المرأة؛ فاحرص على امرأة مسلمة صالحة ترضى وأهلها باليسير لتتزوج منها، وثق بالله تعالى، فإنه سيعينك في هذا السبيل، فهو القائل: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وفي سنن الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف.
وإن لم يتيسر لك الزواج فاتق الله، واصبر، واعمل على كل ما يعينك على العفاف من الصوم، وصحبة أهل الصلاح، والبعد عما يثير الشهوة، إلى غير ذلك من أسباب العفاف، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 243196.
والله أعلم.