الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد بلغت بك الوساوس مبلغًا عظيمًا، فأدرك نفسك قبل أن يتفاقم الأمر؛ فالأمر أسهل بكثير مما وصلت إليه، وهذا الذي يخرج منك في أسوأ أحواله يكون كالدم، وقد قال بعض أهل العلم: إن من كثر جريان الدم من فمه, فإنه يعفى عنه, فلا يطالب بغسله, ولا يفسد صومه, ولا قضاء عليه, ولو ابتلعه عمدًا لمشقة الاحتراز منه. وراجع في ذلك الفتويين: 181269, 77849.
وما دمت موسوسًا فللموسوس أن يأخذ بأخف الأقوال حتى يعافيه الله تعالى، كما بيّنّا في الفتوى رقم: 181305.
فدع عنك كل هذه المعاناة ولا تلتفت لشيء؛ فلا يلزمك مجه، ولا غسل الفم، ولا شيء عليك إذا ابتلعته، ولا إثم عليك، ولا تبطل صلاتك بابتلاعه.
والله أرحم بك من نفسك، وقد يكون ابتلاك بهذه المصيبة ليكفر ذنوبك، ويرفع أجرك، فبادر إلي طلب رضاه، واصرف عنك هذه الوساوس، ونسأل الله أن يعافيك من الوسوسة، وننصحك بملازمة الدعاء والتضرع، وأن تلهى عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة، ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا. وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
والله أعلم.