الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك في خطأ ما يفعله والداك -هداهما الله-، فذكريهما بلين، ورفق، وبيني لهما أن ما يفعلانه من السخرية منك، ومن شكلك أمر لا يجوز، فإن كل خلق الله حسن، وانظري الفتوى رقم: 293968، وليس لهما إجبارك على الزواج بمن لا تريدين، فما دمت لا ترضين هذا الشخص زوجًا، فلا حرج عليك في الامتناع من التزوج به، وانظري الفتوى رقم: 31582، ولكننا ننصحك بأن تضعي كلام أبويك في الاعتبار، وتعلمي أنهما إنما ينصحانك بما يريانه مصلحة لك، فلا تندفعي في رفض توجيهاتهما، بل فكري في الأمر تفكيرًا موضوعيًا، مع استخارة الله تعالى، واستشارة ذوي الرأي، فإن كان هذا الخاطب ذا دين وخلق، فلا تمتنعي من الزواج به امتثالًا لوصية النبي صلى الله عليه وسلم القائل: إذا أتاكم من ترضون دينه، وخلقه فزوجوه. رواه الترمذي، وإلا يكن ذا دين، وخلق فبيني لأبويك بلين، ورفق أنه شخص غير مناسب لك، وأحسني ظنك بربك تعالى، وثقي بواسع فضله، وعظيم رحمته، فهو تعالى قادر على أن يرزقك الزوج الصالح، الذي تقر به عينك، ولا يحملنك ما يفعله والداك معك على عقوقهما، والإساءة إليهما، بل عليك أن تبريهما، وتحسني إليهما، وتصبري على أذاهما لك؛ ابتغاء مثوبة الله تعالى.
والله أعلم.