الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأدعية التي سألت عنها لا محذور فيها, ويجوز لك أن تدعو بها في الصلاة أو خارجها؛ فالمصلي أو غيره، له أن يدعو بما أحب من خيري الدنيا والآخرة؛ جاء في شرح الخرشي على مختصر خليل المالكي: حيث جاز الدعاء دعا الشخص المصلي بما أحب مما هو ممكن من أمر أخراه أو دنياه، كتوسعة رزق، وزوجة حسنة. انتهى.
وإذا تحير الشخص في الإقدام أو الإحجام، ولم يتبين له وجه الصواب فيما يريد فعله أو تركه، فالسنة أن يستخير الله -عز وجل-، ويكل أمر الخيرة إليه، فإن كان خيرًا له وفقه إلى المضي فيه ويسر له ذلك، وإلا صرفه عنه ويسر له ما فيه خيره وصلاح أمره؛ جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: اتفقت المذاهب الأربعة على أن الاستخارة تكون في الأمور التي لا يدري العبد وجه الصواب فيها، أما ما هو معروف خيره أو شره كالعبادات وصنائع المعروف والمعاصي والمنكرات فلا حاجة إلى الاستخارة فيها، إلا إذا أراد بيان خصوص الوقت كالحج مثلا في هذه السنة؛ لاحتمال عدو أو فتنة، والرفقة فيه، أيرافق فلانًا أم لا؟
وقال المناوي في فيض القدير مُعرفًا للاستخارة: والاستخارة طلب الخيرة في الأمور منه تعالى، وحقيقتها تفويض الاختيار إليه سبحانه، فإنه الأعلم بخيرها للعبد والقادر على ما هو خير لمستخيره إذا دعاه أن يخير له، فلا يخيب أمله والخائب من لم يظفر بمطلوبه، وكان المصطفى -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا ما يقول: خِرْ لي واختر لي. انتهى.
وإن كنت تقصد أنك لم تحدد موضوعًا بمعنى أنك ليس في بالك شيء، ولست محتارًا بين موضوع وغيره، فهنا يكفيك أن تدعو الله تعالى بأن يفتح عليك بما فيه خير ونفع، وسواء كان ذلك في الصلاة أو خارجها -كما تقدم-.
والله أعلم.