الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهنيئا لك التوبة مما كنت تقوم به من المنكرات العظيمة، والتي اشتمل بعضها على أقوال وأفعال كفرية، ونسأل الله تعالى أن يتوب عليك، ويغفر ذنبك، ويثبتك على طاعته.
واعلم أن التوبة تمحو كل الذنوب، كما قال عليه الصلاة والسلام: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
فأحسن التوبة، وأخلصها لله تعالى بشروطها المبينة في الفتوى رقم: 29785، ولا تيأس أو تقنط من رحمة مولاك، ولا تلق بالا لهذه الهواجس، علما بأن بعض أهل العلم نصوا على أن من تسبب في وقوع غيره في بدعة أو معصية ثم تاب يكفيه ذلك ولو بقي أثر بدعته أو معصيته على الآخرين.
قال صاحب المراقي:
من تاب بعد أن تعاطى السببا فقد أتى بما عليه وجبا
وإن بقي فساده كمن رجــــع عن بث بدعة عليها يتبع. اهـ
ونوصيك بالإكثار من فعل الخيرات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، قال تعالى: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114}.
وبالحذر من الركون إلى تثبيط الشيطان ووسوسته لك؛ فإنه يحاول بذلك أن يصدك عن سبيل الله، ويفسد عليك أمر دينك ودنياك، فلا تفتح له بابا إلى هذا، يقول الله عز وجل: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ {فاطر:6}.
والله أعلم.