الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى العفو، والعافية، فأول ما يجب على من صنع ذلك أن يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحًا، تكافئ عِظم الجرم، وشناعته! ولا يزيد الطين بلة بالسعي للإجهاض، فتجتمع ظلمات بعضها فوق بعض.
وأما نسب هذا الحمل: فهو للزوج صاحب الفراش؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الولد للفراش، وللعاهر الحجر. رواه البخاري ومسلم.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 119308.
حتى ولو علم الزوج بزنا امرأته لم يجز له نفي الولد ما دام يحتمل كونه منه، احتياطًا للنسب، قال النووي في منهاج الطالبين: له قذف زوجة علم زناها، أو ظنه ظنًّا مؤكدًا... ولو علم زناها واحتمل كون الولد منه ومن الزنا حرم النفي. اهـ.
وقال الشيرازي في المهذب: النسب يحتاط لإثباته، ولا يحتاط لنفيه؛ ولهذا إذا أتت بولد يمكن أن يكون منه، ويمكن ألا يكون منه ألحقناه به احتياطًا لإثباته، ولم ننفه احتياطًا لنفيه. اهـ.
وقال ابن قدامة في المغني: لا يلزم من كون الولد منه انتفاء الزنا عنها، كما لا يلزم من وجود الزنا منها كون الولد منه؛ ولذلك لو أقرت بالزنا، أو قامت به بينة لم ينتف الولد عنه، فلا تنافي بين لعانه وبين استلحاقه للولد. اهـ.
ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتويين رقم: 165925، ورقم: 181217.
والله أعلم.