الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فنحمد الله تعالى على توبتك، والواجب عليك قضاء ما أفطرته من رمضان لعذر ولغير عذر، وكونك لا تعلمين عدد تلك الأيام على وجه الدقة، هذا غير مانع من القضاء، وتقضين ما يغلب على ظنك براءة ذمتك به، أو ما تتيقنين من براءة ذمتك به، ولا يكفي غلبة الظن، قولان لأهل العلم، وانظري الفتوى رقم: 258895.
وما ذكرتِه من المشقة، فإنه لا يلزمك أن تقضي تلك الأيام متتابعة، ويجوز لك أن تقضيها متفرقة على حسب ما يتيسر لك، ويلزمك مع القضاء كفارة تأخير، لأن من لزمه قضاء أيام من رمضان ولم يقضها بغير عذر حتى دخل عليه رمضان آخر، فقد لزمته كفارة لأجل هذا التأخير، وانظري الفتوى رقم: 274693.
وإذا كانت المشقة تحصل ولو بصيام يوم واحد، وكانت مشقة غير محتملة، وهذا العجز مستمر معك، فهذا يعني أنك تعجزين حتى عن صيام رمضان أيضا، ومن كان حاله كذلك أفطر وأطعم عن كل يوم مسكينا، ولم يطالب بصيام رمضان ولا بقضائه، ولا نظن أن حالتك وصلت لهذا الحد، لما ذكرته من أنك تصومين الآن وتقضين ما تفطرينه، وانظري الفتوى رقم: 207076، عن الحالة التي يجوز فيها العدول عن القضاء إلى الإطعام.
والله أعلم.