الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل قصد هذا الشيخ بعدم جواز صوم يوم الجمعة منفردا الكراهة ـ كما هو مذهب جمهور أهل العلم ـ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم. رواه مسلم.
وإذا كان الشخص يعمل ويشق عليه الصوم في العمل، ولا يجد وقتا لصيام التطوع غير يوم الجمعة، فلا بأس بصيامه في هذه الحالة؛ لأنه لم يقصد تخصيص يوم الجمعة، وإنما قصد صيام يوم تيسر له، ولأن الكراهة تنتفي بأدنى سبب كما قال العلماء، وجاء في شرح زاد المستقنع لأحمد الخليل: فهم من الأحاديث أن المنهي عنه هو تقصد الجمعة بالصيام. فإن صام الجمعة لا قصداً وإنما لأنه هو المتيسر فقد أفتى الإمام أحمد أن من صام الجمعة بلا قصد فلا بأس.
والله أعلم.