الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي تاب عليك ووفقك للاستقامة، فعليك أن تشكر نعمته عليك، وأن تستمر في هذا الطريق المبارك، وأحسن ظنك بربك تعالى، واعلم أنه سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، وأن التوبة تمحو ما قبلها من الإثم. وأن التائب يعود من ذنبه كمن لم يذنب، كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه. فإذا كانت توبتك صادقة -كما يظهر من سؤالك- فثق بعفو الله وسعة كرمه، وأنه تعالى سيغفر لك ويعفو عنك، وتعاهد أمك بالبر وأحسن إليها، وبر أباك بما يمكنك أن تبره به بعد موته من الدعاء والاستغفار له، والتصدق عنه، ولو وهبت له ثواب شيء من القرب فإن ذلك ينفعه -إن شاء الله- على ما نفتي به، وانظر الفتوى رقم: 111133.
وما دمت قد تبت توبة صادقة فلن تعاقب على هذا الذنب لا في الدنيا ولا في الآخرة، ونسأل الله أن يكون ما فتح عليك من الخيرات من دلائل لطفه بك، فتعاهد هذه النعم بالشكر، وقم بحقها طاعة لله تعالى، وإقبالًا عليه، وإحسانًا في عبادته سبحانه.
والله أعلم.