الإجابــة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالحق المتبادل بين الزوج وأهل زوجته هو حق الإسلام، وللمسلم على المسلم حقوق بيناها في الفتوى رقم:
6719.
ثم إنه يستحب لكلا الطرفين صلة الآخر والإحسان إليه، لما في ذلك من تقوية روابط المودة، وزيادة أواصر المحبة، وقد دل على ذلك عموم أوامر الشرع بالتواصل والتراحم بين المسلمين، ففي مسند
أحمد عن
ابن عمر كان يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:
أفشوا السلام، واطعموا الطعام، وكونوا إخواناً كما أمركم الله –عز وجل-. رواه الإمام
أحمد وحسنه
الأرناؤوط. وفي صحيح
مسلم عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم. وفي صحيح
البخاري عن
أنس بن مالك -رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام. ورواه
مسلم. قال
النووي في شرح
مسلم: (التدابر: المعاداة وقيل القطيعة، لأن كل واحد يولي صاحبه دبره). انتهى.
وفي صحيح
البخاري ومسلم وهذا لفظ
البخاري عن
أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا، ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم، على إكرام الضيف والإحسان إليه، فقال:
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه. رواه
البخاري ومسلم. فلا يليق بالزوج المذكور ولا غيره أن يتجاهل ضيفه مهما كان الأمر بل عليه أن يستقبله ويكرمه، فإن ذلك من مكارم الأخلاق ومحاسن الصفات.
وننبه هنا إلى أن الزوج إذا كان له نظر شرعي في هذه القطيعة، فلا نستطيع لومه، كأن يكون أهل الزوجة مجاهرين بالفسق، أو مظهرين للبدع ونحو ذلك مما يُشرع له هجر المسلم، لكن على الزوج مراعاة الأصلح في كل الأحول، والأصلح هو ما يعود على المسلمين بالحب والوئام وسلامة الصدر، ونقاء السريرة، والاقتراب من المدعويين مهما أخطأوا لنصحههم وتوجيههم، وراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية:
3698،
22026.
والله أعلم.