الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمبيت بمزدلفة واجب من واجبات الحج عند جمهور الفقهاء يجب على من تركه دم (وهو شاة) يوزعها على فقراء الحرم، ومن وقف في مكان ظناً منه أنه مزدلفة ثم تبين له خلاف ذلك باليقين أو بغلبة الظن، فهو كمن لم يقف بها، فالقاعدة أنه: لا عبرة بالظن البين خطؤه.
وقد نص علماء الحنابلة وغيرهم على ذلك، فقال ابن قدامة في المغني: "المبيت بمزدلفة واجب يجب بتركه دم، سواء تركه عمداً أو خطأ، عالماً أو جاهلاً، لأنه ترك نسكاً، وللنسيان أثره في ترك الموجود كالمعدوم، لا في جعل المعدوم كالموجود" ا.هـ
وبناء على ذلك، فإن الواجب عليك وعلى من معك ذبح شاة عن كل شخص توزع على فقراء الحرم، لعدم التيقن من الإتيان بالعبادة على الوجه المطلوب شرعاً.
والله أعلم.