الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فغيرة الزوج على زوجته في أصلها أمر طيب يشير إلى حبه لها وحرصه عليها، ولكن قد تخرج الغيرة عن حد الاعتدال فتنتقل من كونها غيرة محمودة إلى غيرة مذمومة، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 17659.
وإن لم تكن هنالك ريبة، فلا ينبغي لزوجك أن يمنعك من زيارة الأقارب وصلة الرحم وعيادة المريض وإجابة الدعوة، فالمنع إن لم يكن له سبب ظاهر ربما أدى إلى زعزعة الثقة بين الزوجين، ووهن العلاقة بينهما، بخلاف ما إذا كان الزوج معينا لزوجته في صلة أرحامها وزيارة أقربائها وصديقاتها، فهذا مما يقوي العشرة ويكتسب به مزيد المودة، وإن أردت إقناعه بالموافقة، فاحرصي على الدعاء، وناصحيه بالحسنى، وتوسطي إليه بالمقربين منه ومن ترجين أن يقبل قولهم، وإذا أصر على الرفض وجب عليك طاعته، وتؤجرين على طاعته ـ بإذن الله ـ وانظري الفتوى رقم: 1780.
ولا تأثمين بترك الزيارة طاعة لزوجك، والصلة لها أبوابها الكثيرة غير الزيارة، فكل ما يعده الناس صلة عرفا كان صلة كالاتصال وتفقد الأحوال والإهداء وغير ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 112136.
والله أعلم.