الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد بينا بالفتوى رقم: 57455، وتوابعها؛ أنه لا إثم على من ترك السنن الرواتب، وإن كان قد أضاع فضائل كثيرة، وأجورا عظيمة، وأنه لا يليق بمن له همة في الخير أن يُفرط فيها.
وعلى هذا، لو لزمت أمك، ولم تصل السنن، فلا إثم عليك، ولكن، لماذا لا تجمعين بين الحسنيين، لا سيما وأمك لم تنهك عن السنن، وقد لا تتضرر بفعلك إياها، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 9210.
وإذا كانت أمك تحتاجك لمساعدتها في السوق، -ويمكنك التحرز من الوقوع في المنكرات-؛ فالواجب أن تطيعيها في ذلك، ولا تخالفي أمرها؛ فالأصل وجوب طاعة الوالدين في غير معصية، طالما لم يتضرر الولد ضررا حقيقيا- لا مجرد تعب يسير-، وانظري الفتوى رقم: 178877. فإن كان عليك ضرر حقيقي، لكونك مريضة، ونحو ذلك، فلا يلزمك كما بالفتوى السابقة.
وأما إن كان السوق، أو المجمع لا يمكن التحرز فيه من المنكرات؛ فلا يجوز الذهاب، وانظري الفتوى رقم: 55515.
والله أعلم.