الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله سبحانه لا يحاسب العبد على مجرد الميل القلبي إلى بني جنسه ما لم يتكلم بإثم أو يعمل معصية أو يسترسل فيه، وذلك لما رواه البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم.
وانظر الفتوى رقم: 106651.
وأما فعل فاحشة اللواط: فهو أمر عظيم، فإن مفسدة هذه الفاحشة، كما قال بعض العلماء تلي مفسدة الكفر في القبح، وربما كانت أعظم من القتل، ولذلك كانت عقوبة فاعلي هذه الفاحشة من أعظم العقوبات، وانظر الفتويين رقم: 6872، ورقم: 1869.
ومع عظم هذا الذنب، فإن العبد إذا جاء إلى ربه نادما منكسرا ذليلا، فإن الله يقبل توبته ويغفر ذنبه، ويكون التائب موعودا بدخول الجنة، قال تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {التوبة: 104}.
وقال: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}.
بل إن من واسع رحمته سبحانه أنه يبدل سيئات التائب حسنات، قال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان: 68ـ70}.
وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 57110، 59332، 56002، 60222، فإن فيها وسائل نافعة لعلاج الشذوذ ونصائح مفيدة للاستقامة على طريق الهداية.
وأما ما يخص العادة السرية: فقد ذكرنا حرمتها في عدة فتاوى منها الفتوى رقم: 23935.
وأما عن إمكانية أن يصبر الإنسان على عدم خروج المني منه مدة حياته، فإن كان مقصودك بصبره على عدم خروجه، أي: إخراجه بالحرام كالزنا والاستمناء، فذلك ممكن، بل هو الواجب على كل المسلم، ثم إنه قد يخرج على وجه مباح بالاحتلام.
والله أعلم.