الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النظر إلى الصور العارية، والمناظر الخليعة، والمواقع التي تنشر العلاقات الجنسية بين الرجل والمرأة، وغيرها من المواقع الشاذة، من أكبر معاول هدم إيمان الأفراد، ومن أسوأ الخطوات التي تقود الأمم إلى مستنقع الرذيلة، وظلمات الذنوب والمعاصي، مما يؤدي إلى هلاكها ودمارها، قال صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: لا تتبع النظرة النظرة، فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة. رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط.
ولمعرفة حكم هذا الفعل وشناعته راجع الفتوى: 26620، والفتوى: 27367، والفتوى: 27402.
ولمعرفة علاج هذه الآفة والتخلص منها راجع الفتاوى التالية: 26617، 20701، 23243، 21807، 26549، 28148، 5197.
وليعلم أن النظر إلى المعصية باعتبار أنها مخالفة لأمر الله تعالى يجعلها كبيرة ولو كانت صغيرة؛ لأن حق الله أن يطاع فلا يُعصى وأن يُشكر فلا يُكفر، هذا وقد دلت السنة على أن النظر وما أشبهه من الصغائر، وكونه من الصغائر لا ينفي عنه الحرمة، فمما أثر عن السلف قولهم: لا تنظر إلى صغر الذنب وانظر إلى عظمة من عصيت.
هذا وليُعلم أنه يراد من هذه الأفلام إغواء المسلمين، ونشر الرذيلة، وهدم الأخلاق، وضياع الأمم، وتشويه العقول، وتلويث الثقافة، وما ذلك إلا بتدبير المفسدين في الأرض الذين قال الله عنهم: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ [النور:19].
نسأل الله تعالى أن يجنب شبابنا وبناتنا الفتن والشرور، وأن يحصن فروجهم، ويرزقهم غض البصر.
والله أعلم.