الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج همك، وينفس كربك، وأن يحفظ لك ابنك، وينشئه تنشئة صالحة، تقر بها عينك.
وأولى ما نوصيك به الدعاء، فالله عز وجل مجيب دعوة المضطر، وكاشف الضر، فهو القائل: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62}.
ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 70670، ورقم: 119608.
وهنالك خلاف بين الفقهاء فيما إذا سافر أحد الأبوين سفر انتقال، لمن تكون الحضانة؟ وجمهور الفقهاء على أنه إذا انتقل أحد الأبوين سفر نقلة واستقرار، تكون الحضانة للأب، واستثنى بعضهم الرضيع، وأنه يكون مع أمه على كل حال، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 134074.
واعلمي أن الأجدر بالنظر في أمور المنازعات المحكمة الشرعية، حيث يمكن للقاضي سماع الطرفين المتنازعين، وحكمه ملزم، ورافع للخلاف في مسائل الاجتهاد.
والأصل أن حضانة هذا الولد حق لك بمقتضى حكم المحكمة التي أشرت إليها، وبما أن والد الطفل قد رفع دعوى في المحكمة في بلده تتعلق برؤيته لولده، فالقاضي الشرعي يقضي في ذلك بما هو مناسب، ومصلحة المحضون هي المعول عليه في الحضانة. ولا يلزمك السفر بالولد، أو إرساله، ولكن يمكنك توكيل من يترافع عنك لدى المحكمة، ويكون وكيلا عنك فيها.
والله أعلم.