الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس غريبًا أن يحصل شيء من المشاكل في الحياة الزوجية، ولكن من الغريب أن لا يتحرى الزوجان أو الأصهار الحكمة في حلها، وإغلاق الباب على الشيطان عدو الإنسان؛ الذي يفرق بين الأحبة، وينشر العداوة والبغضاء، فهذا من شأنه، وتختلف فيه وسائله، قال تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ {المائدة:91}. وروى مسلم في صحيحه عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئًا. قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته -قال:- فيدنيه منه ويقول: نعم أنت».
وطردك لزوجتك ووالدها أمر لا ينبغي، ولا يليق بمثلك فعله، وما أسميته باختصار المشاكل والفضائح، غرض يمكن تحقيقه من غير هذا السبيل، كأن تنصرف إلى مكان آخر، وتتوضأ لتطفئ جذوة الغضب، وتكون على حال يمكن أن تتصرف فيه بحكمة، وانظر الفتوى رقم: 8038.
وهذا الذهب إن كان ملكًا لزوجتك فلها الحق في بيعه، وليس لك الحق في منعها من ذلك، لأن لها ذمتها المالية المستقلة، فلا يجوز التعدي على ممتلكاتها، فإذا كان ملكًا لها وقد أخذت ثمنه بغير رضاها وجب عليك رده إليها.
ولك الحق في أن تطلب منها العودة للبيت، ويجب عليها طاعتك، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 66191، وفيها بيان الشروط الواجب توافرها في بيت الزوجية.
والله أعلم.