خطورة الوسوسة على دين العبد ودنياه وضرورة الإعراض عنها

8-4-2015 | إسلام ويب

السؤال:
الموضوع -يا شيخ-: أنا مهندس، وقبل فترة 4 أشهر قمت بحساب كمية لبند معين في البناية لمحاسبة المورد لهذا البند ومواده، وبقيت فترة أشهر وانا أفكر بالموضوع، وأخاف أن أكون أخطأت بحق أحد من الطرفين (الأول: صاحب العمل, والثاني: المورد)، وبصراحة اكتشفت بعض أخطاء صغيرة، وذهبت لهما وقلتها لهما، وتسامحا بينهما عن الأخطاء المكشوفة، ولكن بقيت نفسي توسوس لي بأن أراجع الحساب، وكل يوم توسوس لي بخطأ معين لأراجعه؛ مما أتعبني نفسيًّا، وأرهقني، وكثرت عندي الشكوك حول الأخطاء؛ حيث أخاف أنهم أخطئوا فهم الكمية بشكل سليم مما يخيفني من أنهم أخطئوا بحساب النقود نتيجة ذلك، مع أن عملي ينتهي عند حساب الكمية فقط، إلا أنني من شدة الوسوسة صرت أسال عن حسابهم للنقود. ومع أنني تركت العمل هناك، وأضررت نفسي بذلك البحث، وقال البعض عني موسوس، وبصراحة نفسي مرهقة منذ أكثر من شهرين، وأنا مشغول البال، مع أني والله لم أقصد أن آكل حق أي أحد، وحاولت إنصاف الطرفين، ومع ذلك كله راسلت أحد المهندسين قبل أيام، وأهملت سمعتي، وسألته عن الحساب وتناقشنا، وفي النهاية توصلنا إلى أن حسابه صحيح، وبه فرق بسيط، ولكن بعد الانتهاء معه قرأت المحادثة مرة أخرى واكتشفت أنه كان يقصد حسابًا وأنا أقصد حسابًا آخر! وأحد الحسابين ليس صحيحًا، ولكن أخاف أن يكون فهم خطأ مني، وأنه إذا نوى التعديل للحساب وأخطأ. وذلك احتمال ضئيل جدا؛ لأننا أنهينا النقاش على أن حساباتهم هي الصحيحة بفرق بسيط، والحساب تم إغلاقه قبل شهرين تقريبًا، وهو أكثر مني خبرة، ويفوقني عمرًا، وعندما فتحت الموضوع حينها معه بعد نهاية النقاش هو قام بإقفال الموضوع مما دل أنه لا يحبذ فتح الموضوع، وإن أراد التعديل فالعقل يقول: إنه يجب أن يتأكد من الكمية، ويعيد حساب النقود بشكل دقيق. ولكن الوسوسة برأسي لا تسكت، وتوسوس لي أنه سوف يأخذ كلامي وهو يفهمه بغير ما قصدت، ويخطئ. والمشكلة أنني تركت عملي هناك قبل شهرين ونصف، وسوف أضر نفسي وأتسبب بسوء سمعتي إن فتحت الموضوع مرة جديدة؛ لأنني فتحته أكثر من مرة بعد إغلاقه، وخسرت كثيرًا من محبة الزملاء.
السؤال الأول: هل عليّ حرام من كل ذلك؟ وهل علي حرام أمام الله بسبب سوء الفهم مع المهندس إن أخطأ إذا حاول التعديل؟
السؤال الثاني: هل علي حرام بسبب أنني لا أستطيع تنبيههم لظني بوجود خطأ؟
وهل تلك النقود إن كان بها خطأ بالسؤال الأول أو الثاني بذمتي ولن يغفر ذنبي؟

الإجابــة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فذمتك بريئة، ولا شيء عليك فيما ذكرت، وإنما هي وساوس وشكوك؛ عليك الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها قبل أن تتمكن منك، وتفسد عليك حياتك.
ولمعرفة كيفية علاج الوسواس انظر الفتوى رقم: 3086.

والله أعلم.

www.islamweb.net