الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشيطان - كما يبدو من أسئلتك - عاقد وساوسه على قلبك، يقودك بها حيث شاء، يخرجك بوساوسه من الإيمان تارة بزعمه، ويدخلك في الإيمان تارة أخرى كما تتوهمين، ولن ترجعي إلى رشدك إلا إذا حللت عقد الشيطان من قلبك وأعرضت عن وساوسه، فإنه خير علاج لهذه الوساوس بعد الاستعانة بالله.
واعلمي تمام العلم أن كثرة أسئلتك في هذه الأبواب لا تزيدك إلا وسوسة ومرضا يصعب معه الشفاء، بل قد يتعذر إلا أن يشاء الله، وقد كررنا لك في عدة أسئلة سابقة النصيحة بترك هذه الوساوس، ولكنك تأبين إلا الاستمرار معها، وذلك هو عين المرض الذي لا نملك معه إلا دعاء رب العالمين جل في علاه أن يشفيك ويعافيك. فقد ذكرنا لك في الفتوى رقم: 288649، أن هذا كله من الوساوس التي لا تضرك ولا تؤثر في صحة إيمانك، وليس هذا من الشك المخرج من الملة، فدعي عنك هذه الوساوس ولا تلتفتي إليها، واستمري في مجاهدتها فإنك على خير إن شاء الله ما دمت تجاهدينها وتسعين في التخلص منها.
وذكرنا لك في الفتوى رقم: 265429، أن خوف السائلة الذي وصل إلى حد الوسوسة، قاطع بأنه ليس عندها أي استخفاف بالدين وأحكامه، فعليها بالعلاج لنفسها بالإعراض التام عن هذه الوساوس، وقد تقدم لنا بيان سبل التخلص من الوسوسة وعلاجها في عدة فتاوى.
وذكرنا لك في الفتوى رقم: 289525، أن مجرد وقوع تلك الخواطر في قلبك لا أثر له، وإنما يوهمك الشيطان بأنك لم تنفري منها، وهذا خلاف الواقع، وإلا لما سألت عنها، فدعي عنك هذه الوساوس، وتلك الأوهام، واجزمي بأنك على الإسلام والحمد لله، ولا تسمحي للشيطان بأن يفسد عليك دينك ودنياك باسترسالك مع هذه الوساوس واستغراقك فيها.
والله أعلم.