الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنك لم تذكر سؤالا في الآية الأولى.
وأما كلمة: "كن فيكون" فليست بمخلوقة، بل هي من كلام الله تعالى، وكلام الله ليس بمخلوق.
قال الآجري في: الشريعة: اعلموا -رحمنا الله وإياكم- أن قول المسلمين الذين لم يزغ قلوبهم عن الحق، ووفقوا للرشاد قديما، وحديثا أن القرآن كلام الله تعالى ليس بمخلوق؛ لأن القرآن من علم الله، وعلم الله لا يكون مخلوقا، تعالى الله عن ذلك. دل على ذلك القرآن، والسنة، وقول الصحابة -رضي الله عنهم- وقول أئمة المسلمين. لا ينكر هذا إلا جهمي خبيث، والجهمي عند العلماء كافر؛ قال الله تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} [التوبة: 6] ، وقال تعالى: {وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه} [البقرة: 75]. وقال تعالى لنبيه عليه السلام: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت، فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته}. وهو القرآن، وقال لموسى عليه السلام: {إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي} [الأعراف: 144].
قال محمد بن الحسين: ومثل هذا في القرآن كثير. وقال تعالى: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} [آل عمران: 61]. وقال تعالى: {ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين} [البقرة: 145].
قال الآجري: لم يزل الله تعالى عالما متكلما، سميعا بصيرا بصفاته قبل خلق الأشياء؛ من قال غير هذا فقد كفر، وسنذكر من السنن، والآثار، وقول العلماء الذين لا يستوحش من ذكرهم، ما إذا سمعه من له علم وعقل؛ زاده علما، وفهما وإذا سمعها من في قلبه زيغ فإن أراد الله هدايته إلى طريق الحق رجع عن مذهبه، وإن لم يرجع فالبلاء عليه أعظم..... اهـ.
وقد ميز الله بين الأمر والخلق فقال: أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ {الأعراف:54} والأمر كلامه، وهو غير مخلوق.
وأما عن بقية الأسئلة فنرجو إعادة إرسالها؛ لأن المقرر عندنا الإجابة عن سؤال واحد من الأسئلة المتعددة، كما هو منبه عليه في صفحة إدخال السؤال.
والله أعلم.