الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يشيع في أوساطهم العلم بالله، والالتزام بشرعه.
والظاهر أن قول تلك العبارات ونحوها، في مثل المواقف المذكورة، إنما هو بسبب شيوع الجهل، وقلة التدين في أوساط كثير من المسلمين، ومن ثم فإنهم يصفون من عنده شيء من العلم، أو الالتزام الزائد على ما عندهم بأنه شيخ؛ لكونه متميزا عنهم.
وأهم ما ينبغي إفهامه لهم ألا يخلطوا بين الالتزام بواجبات الدين والتمسك بها، وبين التخصص في علوم الدين والاستزادة منها. فالأول واجب على كل مسلم، ولا خيار فيه. أما الآخر فهو من فروض الكفايات، ولا يلزم كل مسلم أن يكون شيخا بهذا الاعتبار.
وأما كلمة "شيخ" فتطلق باعتبارات متعددة، وقد سبق الكلام عليها، وبيان ما يراد بها في الفتوى رقم: 125748 وإحالاتها.
وإن كان هؤلاء المذكورون يريدون بتلك الكلمة معنى العالم المتخصص في علوم الدين، فالنموذج المذكور قد يكون مناسبا للرد عليهم، إن كانوا ممن يعلم أن ما تفعله واجب.
أما من كان جاهلا بكثير من الواجبات، والمحرمات، فهذا يحتاج إلى مزيد من الرفق في مخاطبته، وتعريفه أولا ما أوجبه الله، وما حرمه، ووجوب امتثال أمره ونهيه، ثم يقال له نحو ما ذكرت.
وانظر الفتوى رقم: 198373 وإحالاتها.
وراجع خلاف العلماء بشأن حكم تارك الصلاة، في الفتوى رقم: 130853.
والله أعلم.