الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما ورد في هذه الرسالة صحيح من حيث الجملة، وإنما نريد التنبيه على شيئين فيها:
الأول: أن الترغيب الأكمل في هذه العبادات إنما يكون بذكر بعض مقاصدها التي لأجلها شرعت، لا بذكر أمور ثانوية قد تحصل منها، وذلك كالترغيب في الصيام بذكر الصحة، فإن هذه الفائدة تأتي بالتبع وليست هي المقصودة من الصيام، فذكرها وعدم ذكر المقصد العظيم من هذه العبادة قد ينسي الناس هذا المقصد وهو تحقيق تقوى الله عز وجل، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {البقرة:183}.
وكذلك الترغيب في ترتيل القرآن بذكر الاسترخاء، والذي قد يشعر به التالي لكتاب الله تعالى، إلا أن الترغيب في ترتيل القرآن يكون بذكر ما يترتب عليه من الهداية والثواب العظيم وغير ذلك من مقاصد إنزال هذا الكتاب.
والثاني: أن الاهتمام بنشر الكتاب والسنة وما تفرع عنهما من علوم الدين أصولا وفروعا، ونقل كلام العلماء الأئمة الثقات أولى وخير من ابتكار مثل هذه الرسائل التي قد تكون صوابا وقد تكون خطأ، وإن سلمت من الخطأ فليست بركتها كبركة الكتاب والسنة وأقوال السلف الصالح.
والله أعلم.