الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
أولا: قد وضعنا تنبيها في صفحة إدخال السؤال، ذكرنا فيه: أنه يرجى إرسال سؤال واحد فقط في المساحة المعدة لذلك ـ نص السؤال ـ وأن الرسالة التي تحوي أكثر من سؤال، سيتم الإجابة عن السؤال الأول منها فقط، وإهمال بقية الأسئلة؛ فلأجل ذلك سنجيب عن سؤال واحد فقط بشيء من الاختصار، وللسائلة أن ترسل بقية أسئلتها متفاوتة، ليتم الجواب عن كل واحد منها على حدة.
ثانيا: بما أن أسئلتك بعضها متداخل ومتشابك، فسنجيب عما نراه الأهم في أسئلتك، فنقول: إن قيام الليل سنة مؤكدة، وقضاء الفوائت فرض، عند جمهور أهل العلم، فهو- إذن- مقدم على قيام الليل الذي هو نافلة, وانظري الفتوى رقم: 127606, ورقم: 173331
وعليه؛ فما دام في ذمتك فوائت من الصلوات لم تصليها، فإن الأولى أن تشتغلي بقضائها، ولا مانع من أن تجمعي مع ذلك نية قيام الليل، إن كان قضاؤك في الوقت ما بين صلاة العشاء، وطلوع الفجر؛ إذ يرى بعض أهل العلم بأن قيام الليل يتأدى بقضاء الفوائت.
جاء في حاشية البجيرمي من كتب الشافعية: عند الحديث عن قيام الليل: يحصل بفرض ولو قضاء، أو نذرا، ونفل مؤقت كذلك ولو سنة العشاء أو الوتر، حيث كان بعد فعل العشاء وبعد نوم، ولو كان النوم في وقت المغرب. اهـ.
وكيفية قضاء الفوائت الكثيرة التي لا يعلم عددها، مبينة في الفتوى رقم: 70806
وراجعي بشأن فضل قيام الليل، وبعض الأحكام المتعلقة به، الفتوى رقم: 158493، ورقم: 263932
والله أعلم.