الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالربا من أكبر الكبائر، وقد توعد الله عليه بالمحق، وذهاب البركة، كما أن متعاطيه قد تأذن بحرب من الله ورسوله، قال الله تعالى: فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ {البقرة:279}،
وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواء. رواه مسلم.
وكيفية التوبة من ذلك تكون بالندم عليه، والعزيمة على أن لا يعود إليه، ويكثر من الاستغفار والأعمال الصالحة والإقبال على الله عز وجل، قال تعالى: إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً {الفرقان: 68ـ70}.
وإذا تاب إلى الله تعالى توبة صادقة، فنرجو من الله عز وجل له المغفرة، ثم اعلم أنه إذا كان بإمكانه تسديد أصل الدين دون الفائدة الربوية، فليفعل، وإلا، بأن كان ذلك غير ممكن بحكم العقد بينه وبين البنك، فلا حرج عليه ـ إن شاء الله تعالى ـ في تسديد المبلغ كاملا مادام مرغما على ذلك، وليبادر إلى سداد ما بقي في ذمته منه إن كان في تعجيل السداد إسقاط للفوائد الربوية عنه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وأما ما استهلك فيه تلك القروض من عقار أو سيارات أو غيرها: فلا حرج عليه في الانتفاع به، لتعلق حرمة القرض بذمته لا بعين المال ولا بما استهلك فيه، كما بينا في الفتوى رقم: 103464.
والله أعلم.