الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن من الدخن الذي يعتري مواقع التواصل الاجتماعي، ما فيها من الحرص على التكاثر والتباهي، كالاستكثار من المتابعين، ونحو ذلك، وهذا صنيع لا يليق بأصحاب النفوس الرفيعة.
وبخصوص ما سألت عنه: فالصورة غير واضحة بشكل كاف، لكن الذي فهمناه أن فيها إشكالين:
الأول: متابعة الحسابات التي تنشر المحرمات، وهذا يخشى أن يكون فيه ترويج وإشهار لها، وإعانة على نشر ما فيها من محذورات.
الثاني: التكلف في زيادة عدد المتابعين للحساب، وهذا إن لم يكن القصد به نفعهم، وكان المراد به مجرد التباهي بالكثرة، فمذموم؛ وإن كان مجرد زيادة المتابعين للحساب ليس حراما، إذا لم يكن في ذلك محذور آخر، من تدليس أو نحوه.
وكون حسابك دعويا، يحتم عليك أن تكون صادقا مع المتابعين، وألا تتكلف في زيادة عددهم دون قصد صحيح.
وإن كنت تريد الأجر: فحسبك نيتك الصادقة، مع بذل الوسائل المشروعة في إيصال دعوتك، والله يتولى مثوبتك، وأما سلوك سبل المتزيدين بالمتابعين تباهيا، وتكثرا، فلا ينبغي أن يكون من شأن أصحاب الحسابات الدعوية.
وراجع للفائدة الفتوى رقم: 281572.
والله أعلم.