الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالمراد بالذؤابة طرف العمامة؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرخيه بين كتفيه، فعن أبي حازم -رضي الله عنه- قال: قلت لابن عمر -رضي الله عنهما-: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتم؟ قال: كان يدير كُوَرَ العمامة على رأسه يقرنها -وفي رواية: ويغرزها من ورائه-، ويرسل لها ذؤابة بين كتفيه. ذكره الهيثمي في المجمع، وقال: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح، خلا أبا عبد السلام، وهو ثقة.
وروى مسلم عن عمرو بن حريث -رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه.
وأما الربط بين إرخاء الذؤابة بين كتفيه وحديث اختصام الملأ الأعلى في كلام ابن القيم ناقلًا عن شيخه ابن تيمية، فيبينه ما قاله الملا علي القاري؛ حيث يقول: (قال ابن القيم عن شيخه ابن تيمية: أنه ذكر شيئًا بديعًا، وهو: أنه صلى الله عليه وسلم لما رأى ربه واضعًا يده بين كتفيه، أكرم ذلك الموضع بالعذبة). انتهى من شرح الشمائل، وذكر نحوه في شرح مشكاة المصابيح.
والله أعلم.