الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن التدخين من العادات السيئة المحرمة المضرة بصاحبها وبمن حوله، وقد أحسنت زوجتك عندما نصحتك بالابتعاد عن مصاحبة المدخنين؛ لأن المصاحبة ربما تؤدي إلى العدوى، وأقل أضرارها أنك تتعود على مشاهدة المنكر فضلاً عمَّا يصيبك من الأذى.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي. رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن أبي سعيد رضي الله عنه.
وقال صلى الله عليه وسلم: إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير؛ فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة. ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة. رواه البخاري ومسلم.
وإذا كنت تحس من نفسك القدرة على تجنب أذاهم وعدم مسايرتهم فيما هم فيه من المنكر فإن عليك مواصلتهم بقصد التأثير عليهم ونهيهم عن المنكر ودعوتهم إلى الخير.
فالمسلم الذي يخالط الناس ويدعوهم إلى الخير وينهاهم عن الشر ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، وفي كلٍ خير.
أما إذا كنت لا تستطيع ذلك أو تخشى من تأثيرهم عليك؛ فإن عليك أن تبتعد عنهم وتنجو بنفسك، فإن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
والله أعلم.