الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشيطان يفر عند سماع صوت المؤذن وله ضراط، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط؛ حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل, حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى. متفق عليه .
وهذا الحديث ورد في أذان الصلاة، وقد ذكر بعض أهل العلم ما يدل على مشروعية الأذان لطرد الشيطان في غير وقت الصلاة، قال الهيتمي في التحفة: قد يسن الأذان لغير الصلاة كما في أذان المولود, والمهموم, والمصروع, والغضبان، ومن ساء خلقه من إنسان, أو بهيمة، وعند مزدحم الجيش، وعند الحريق، قيل: وعند إنزال الميت لقبره؛ قياسًا على أول خروجه للدنيا، لكن رددته في شرح العباب، وعند تغول الغيلان، أي: تمرد الجن. اهـ
وقد نقل ابن عابدين الحنفي هذا الكلام عن بعض الشافعية ثم قال: ولا بعْد فيه عندنا. اهـ وقال العلامة العثيمين: وعلى كل حال؛ فالأذان يطرد الشياطين، ولكن هل إذا أذن الإنسان في غير وقت الأذان هل يطرد الشياطين؟ الله أعلم، لكن ذكر الله على سبيل العموم يطرد الشياطين؛ لأن معنى الخناس الذي يخنس عند ذكر الله عز وجل. انتهى .
والله أعلم.