الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على حرصك على الدعوة إلى الله، فهي وظيفة المرسلين، ودأب أتباعهم المصلحين.
واعلم أنّ ما ذكرته من ترك ذكر بعض الأحكام الشرعية، ليس من التدليس على المدعوين، ولا حرج عليك في ذلك؛ فمن الحكمة في الدعوة أن يتدرج الداعي مع المدعو، ويراعي الأولويات، فيبدأ بالأهم فالأهم، ولا يجب تعليم المدعو كل الفرائض جملة واحدة، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ في يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا فَعَلُوا، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ، فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ، فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا، فَخُذْ مِنْهُمْ، وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ. صحيح مسلم.
ولمعرفة بعض القواعد المفيدة في الدعوة إلى الله، راجع الفتاوى: 21186، 7583، 19218.
والله أعلم.