الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالزوجة لها الحق في أن تشترط ما ترى أن فيه مصلحة لها من الشروط التي لا تنافي مقتضى العقد، فإذا وافق الزوج على هذه الشروط، وجب عليه الوفاء بها، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 1357. فلك الحق إذن في أن تشترطي على خاطبك إتمام الدراسة، أو عدم السفر خارج بلدك.
ويبقى النظر في مخالفة الوالدين، فلا يخفى أن الوالدين لهما مكانتهما، وحقهما برهما، والإحسان إليهما، وطاعتهما في المعروف. وهذا من جهة الإجمال.
وأما التفصيل: فإن الفقهاء قد بينوا أن طاعة الوالدين لا تجب بإطلاق، وأنها مقيدة بما فيه مسوغ شرعي، كأن تكون فيه مصلحة لهما، ولا مشقة فيه على الولد، فتجب الطاعة حينئذ وإلا فلا، وانظري الفتوى رقم: 76303.
ففي الدراسة مثلا إن خافا عليك ضررا حقيقيا من هذه الدراسة المسائية، وجبت عليك طاعتهما، ويمكنك حينئذ البحث عن بديل آخر كالدراسة عن بُعد من خلال الإنترنت مثلا.
وفي السفر ينبغي أن تتوصلي مع أهلك إلى حل وسط، وهو أن تشترطي عدم السفر معه إلى بلاد الكفر، ليكون له الحق في صحبتك له في السفر إلى البلاد الإسلامية.
وعلى وجه العموم مهما أمكنك كسب رضا والديك، فافعلي، ففي ذلك الخير الكثير في الدنيا والآخرة.
وللمزيد فيما يتعلق ببر الوالدين، نرجو أن تراجعي الفتوى رقم: 58735.
والله أعلم.