الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت في الحديث الصحيح أن بعض الصحابة حضرت الملائكة للاستماع لقراءته، كما بينا في الفتوى رقم: 41401.
فأخذ من ذلك حضورهم لقراءة القرآن، وقد بوب الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ لذلك، فقال: باب نزول السكينة والملائكة عند قراءة القرآن.
أما قولك: وما فائدة حضور الملائكة من عدمه.... فكان ينبغي أن يكون السؤال بصيغة أخرى تأدبا في الحديث عن الملائكة، وعلى كل نقول: إن حضور الملائكة لا شك في أهميته وفائدته لمن حضروه، فهو دليل على تنزل البركة والرحمة والسكينة، وابتعاد الشياطين، فإذا حضرت الملائكة حضرت معها السكينة حتما، ولم تستطع الشياطين الاقتراب. قال ابن بطال: فمرة أخبر صلى الله عليه وسلم عن نزول السكينة، ومرة أخرى عن نزول الملائكة، فدل على أن السكينة كانت في تلك الظلة، وأنها تنزل أبدًا مع الملائكة. اهـ.
وفي المصنف لابن أبي شيبة عن ابن سيرين قال: البيت الذي يقرأ فيه القرآن تحضره الملائكة، وتخرج منه الشياطين، ويتسع بأهله، ويكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن تحضره الشياطين، وتخرج منه الملائكة، ويضيق بأهله، ويقل خيره.
وعن ابن سابط قال: إن البيوت التي يقرأ فيها القرآن لتضيء لأهل السماء كما تضيء السماء لأهل الأرض، قال: وإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ليضيق على أهله وتحضره الشياطين وتنفر منه الملائكة، وكان أبو هريرة يقول: البيت إذا تلي فيه كتاب الله اتسع بأهله، وكثر خيره، وحضرته الملائكة، وخرجت منه الشياطين، والبيت الذي لم يتل فيه كتاب الله ضاق بأهله، وقل خيره، وتنكبت عنه الملائكة، وحضره الشياطين. انتهى منه باختصار.
والله أعلم.