الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فواضح من هذا السؤال، ومن الأسئلة السابقة أن صاحبه موسوس، فننصحه - أولا - بالاعراض عن الوساوس، وعدم الاسترسال معها ، وانظر الفتوى رقم: 51601.
ثم ليكن في علم السائل أن المدار في صحة الصلاة الإتيان بها على وجهها الصحيح ، ولا يشترط لصحتها أن يعلم الشخص كل أحكامها التفصيلية نظريا، جاء في حاشية الدسوقي على الشرح الكبير: والحاصل أنه إذا أخذ صفتها عن عالم، ولم يميز الفرض من غيره، فإن صلاته صحيحة إذا سلمت من الخلل، سواء علم أن فيها فرائض وسننا أو اعتقد فرضية جميعها على الإجمال، أو اعتقد أن جميع أجزائها سنن، أو اعتقد أن الفرض سنة أو العكس، أو أنها فضيلة، أو اعتقد أن كل جزء منها فرض، وإن لم تسلم صلاته من الخلل فهي باطلة في الجميع. هذا هو المعتمد كما قرره شيخنا، ويدل له قوله - عليه الصلاة والسلام - «صلوا كما رأيتموني أصلي» فلم يأمرهم إلا بفعل ما رأوا ، وأهل العلم نوابه - عليه الصلاة والسلام - فهم مثله في الاقتداء بكل، فكأنه قال: صلوا كما رأيتموني أصلي، أو رأيتم نوابي يصلون . اهـ
وعليه، فإن هذا الرجل الذي بدأ الصلاة، وفي نيته أن إستقبال القبلة ركن، وأثناءها تذكر أنها شرط لا تبطل صلاته. وعليه الحذر من الاسترسال مع الوسواس .
والله أعلم.