الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كثرة صد الفتاة للخطاب، أو صدودهم عنها ربما كان عائقًا في سبيل زواجها، فيتقدم بها العمر، وتحصل العنوسة، وتندم على ما أفاتت من فرص الخطبة والزواج، فهذا أمر ينبغي أن يكون منك محل اعتبار، وقد وصلت هذه السن، والتي هي متقدمة في حق النساء، ومؤذنة بالعنوسة.
وينبغي أن يكون الدين، والُخلُق محل نظر المرأة من خاطبها، ففي الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه، وخلقه فزوجوه.
وأما الفوارق العمرية، والمادية، والاجتماعية فليست مانعًا شرعًا من الزواج، وللفائدة تراجع الفتوى رقم: 10008، والفتوى رقم: 19698.
ولا يلزمك شرعًا خدمة أمه، ولكن إذا اشترط عليك خدمتها، ونحو ذلك من الشروط التي لا تنافي مقتضى العقد، ووافقت عليها، وجب عليك الوفاء، وفي المقابل لك أن تشترطي عليه هذا النوع من الشروط، فإن وافق عليه وجب عليه الوفاء، وراجعي الفتوى رقم: 1357.
واجعلي استشارة الموثوقين، واستخارة رب العالمين دليلًا لك، فما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، وانظري الفتوى رقم: 19333، والفتوى رقم: 160347.
وبخصوص الرؤى التي رؤيت لك، فلا علم لنا بتفسيرها.
وإن خشيت أن يكون هنالك سحر، أو نحوه، من الصوارف عن الزواج: فعليك بالرقية الشرعية، وراجعي فيها الفتوى رقم: 7970، والفتوى رقم: 4310.
والله أعلم.