الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دام المحل المذكور يحوي عروضا للتجارة بالغة النصاب، فتجب فيها الزكاة ولو كان المحل نفسه مغلقا لا يعمل.
جاء في فتاوى نور على الدرب: السيارات، والمحل المغلق، والذي يعمل، والأراضي، والعمارات، كلها إذا كانت للبيع، والشراء فيها الزكاة، معدة للبيع فيها الزكاة، تسمى عروض تجارة، فإذا حال عليها الحول، زكيت قيمتها سواءً كانت سيارة، أو عمارة، أو أرضًا، أو غير ذلك. اهـ.
لكن هل يزكى هذا المحل المغلق عن كل السنوات التي كان مغلقا فيها، أم عن سنة واحدة؟
الجواب أنه إذا كان تحت تصرف مالكه، متمكنا من فتحه، وتشغيله في أي وقت شاء، فيزكيه عن كل السنوات، وإن كان غير متمكن منه، وغير متاح له التصرف فيه في تلك السنوات، فإنه يزكيه عن سنة واحدة عندما يصبح قادرا على فتحه وتشغيله؛ لأنه بمثابة المال المسروق، أو المغصوب، وما أشبههما.
جاء في الشرح الممتع على زاد المستقنع:.. فلو أن شخصاً دفن ماله خوفاً من السرقة، ثم نسيه، فيزكيه سنة عثوره عليه فقط. وكذلك المال المسروق إذا بقي عند السارق عدة سنوات، ثم قدر عليه صاحبه، فيزكيه لسنة واحدة، كالدين على المعسر. اهـ.
وانظر الفتوى رقم: 3649
والله أعلم.