الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا فرق في هذه المسألة بين حكم الطفل الصغير الذي إن مات كان من أهل الجنة، وبين الإنسان البالغ الذي إن مات لا يعرف مصيره إلى جنة أم نار! وليس المعتبر كذلك هو شعور المريض بالألم وعدمه، وإنما المعتبر هو حالته المرضية وهل هو في حكم الأحياء أم في حكم الموتى؟ وقد اختلف أهل العلم المعاصرون في ما إذا قرر الأطباء أن الحالة ميئوس من علاجها، وأنها لا تعيش إلا بوضعها على جهاز التنفس وغيره من أجهزة الإنعاش: هل يجوز رفع أجهزة الإنعاش عنه، أم لا؟ وقد جاء في قرار المجمع الفقهي الإسلامي في ما يتعلق برفع أجهزة الإنعاش عن المريض الموضوعة عليه في حالة العناية المركزة: المريض الذي رُكِّبت على جسمه أجهزة الإنعاش، يجوز رفعها، إذا تعطلت جميع وظائف دماغه تعطلاً نهائيّاً، وقررت لجنة من ثلاثة أطباء اختصاصيين خبراء أن التعطيل لا رجعة فيه، وإن كان القلب والتنفس لا يزالان يعملان آلياً بفعل الأجهزة المركبة، لكن لا يحكم بموته شرعاً، إلا إذا توقف التنفس والقلب، توقفاً تاماً بعد رفع هذه الأجهزة. اهـ.
والذي أفتت به اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في جواب سؤال عن طفل تحت التنفس الصناعي، ولو سحب منه سوف يتوفى بعد عشر دقائق، أنه: إذا كان الأمر كما ذكر فلا مانع من نزع الجهاز التنفسي عن ولدك إذا قرر طبيبان فأكثر أنه في حكم الموتى، ولكن يجب أن ينتظر بعد نزعها منه مدة مناسبة حتى تتحقق وفاته. اهـ.
وعلى ذلك، فإن قرر الأطباء المعالجون لهذا الطفل أن حالته مطابقة لحالات الجواز السابقة، فلا حرج عليكم ـ إن شاء الله ـ في الأخذ بقول من سمينا ممن أجاز رفع أجهزة الإنعاش عنه، وإلا فلا.
والله أعلم.