الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فأما الإفطار في رمضان: فما أفطرته بعد بلوغك سن التكليف، فالواجب عليك قضاؤه، وإن كنت لا تعلم عدد تلك الأيام على وجه الدقة، فإنك تقضي ما يغلب على ظنك براءة ذمتك به، وانظر الفتوى رقم: 258895.
وما أفطرته قبل البلوغ، لا يلزمك قضاؤه؛ لأنك لست مكلفا في ذلك الوقت.
والبلوغ يحصل بواحدة من ثلاث علامات وهي: إنزال المني، أو إنبات شعر العانة، أو إتمام خمسة عشر عاما قمريا، وانظر الفتوى رقم: 10024 .
وأما أداء الرواتب في البيت: فلا شك أنه أفضل من أدائها في المسجد؛ للحديث الذي ذكرته، ولكن ما دمت تفوتك بعض الركعات في أغلب الأحيان- كما ذكرت- فصلها في المسجد أفضل.
سئل فضيلة الشيخ محمد مختار الشنقيطي: من كان يؤدي ركعتي الفجر في بيته، ولا يأتي المسجد إلا على الإقامة حرصاً منه على السنة، ولكن يفوته الصف الأول في الغالب. فهل في ذلك حرج؟
فأجاب بقوله: لا، الأفضل أن يبكر إلى المسجد، ويصلي تحية المسجد، وينال فضيلة الصف الأول؛ لأن القاعدة عند العلماء أن فضائل الفرائض مقدمة على فضائل النوافل، فصلاة النافلة في البيت، هذا بالنسبة لفضيلة النافلة: (صلوا في بيوتكم؛ فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) هذا الوجه الأول للتفضيل.
الوجه الثاني: أن الفضيلة المنفصلة عن ذات الصلاة، والفضيلة المتصلة بذات الصلاة، إذا تعارضتا قُدمت الفضيلة المتصلة بذات الصلاة، والصف الأول فيه فضيلة المكان للصلاة، فتقدم على الفضيلة المنفصلة عن الصلاة، ولذلك قالوا: لو كنت عند ركوبك للسيارة تدرك الصف الأول، وتدرك تكبيرة الإحرام، أو تدرك التأمين، ولو مشيت على قدميك لا تدرك ذلك، فاركب السيارة، وهذا أفضل؛ لأنك تدرك فضيلة الصف الأول، وفضيلة التأمين، وهما فضيلتان متصلتان بالصلاة، بخلاف فضيلة المشي للصلاة، فإنها فضيلة منفصلة عن الصلاة، وإذا تعارض المتصل والمنفصل قدم المتصل على المنفصل، فهذه كلها قواعد للتفضيل أشار إليها العلماء في كتب القواعد .. اهــ.
والله أعلم.