الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ومن كل بلاء عافية، وأن يرد زوجتك إلى جادة الحق، وأن ينجي أولادك من سبيل الغواية والضلال، وشر الخلق، بمنه وكرمه سبحانه. ونوصيك بالدعاء، ثم الدعاء، ثم الدعاء، فإن الله تعالى إليه الملجأ والمفزع، وهو مجيب دعوة المضطر وكاشف الضر، وهو القائل سبحانه: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل:62} وراجع آداب الدعاء بالفتوى رقم: 119608.
وهذه الأم المرتدة عن الإسلام، لا حق لها شرعا في حضانة الأولاد. فمن شرط الحاضن الإسلام، كما هو مبين بالفتوى رقم: 9779.
وجزاك الله خيرا على حرصك على إنقاذهم منها، وهو أمر واجب. فيجب عليك الأخذ بكل سبيل ممكن سائغ شرعا لإنقاذهم. وأما قتلها فلا يجوز لك الإقدام عليه، وهو غالبا سيكون مفسدة محضة، فقد تقتل إن قتلتها، أو تحبس حتى الموت، فيضيع هؤلاء الأولاد، فقتلك لها لا يقره الشرع، ولا العقل.
وإذا بذلت كل سبيل لنزعهم منها، ولم تفلح، فقد أديت الذي عليك من هذه الجهة، وبقي بعد ذلك وجوب تعاهدهم، والعمل على الحيلولة دون تأثير أمهم عليهم حتى يصل أحدهم السن التي يمكن أن يستقل بها عن أمه، ولا يكون لها سلطان عليه. واحرص على الإحسان إليهم ما أمكنك حتى تملك قلوبهم، ويؤثروا دينك على دين أمهم.
بقي أن ننبه إلى أن من الخطورة بمكان ما يقع من بعض المسلمين من التساهل في أمر الإقامة في البلاد غير الإسلامية، غير مبالين بالمخاطر التي قد يتعرضون لها في دينهم وأخلاقهم، ولا سيما الأولاد، وقد نبهنا على هذا كثيرا، ونحيلك على سبيل المثال إلى الفتوى رقم: 2007.
والله أعلم.