الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن تبادل عبارات الحب والشعور العاطفي بين الزوجين أمر مهم في الحياة الزوجية؛ فبه تقوى العشرة بينهما، ويرجى أن تكون خير معين على استمرار الزوجية. ولكن إن لم يفعل الزوجان شيئًا من ذلك فإنه لا يدل على عدم وجود الحب بينهما، فإن لم تبادل الزوجة زوجها مشاعره العاطفية فليلتمس لها العذر، فقد تكون نشأت في بيئة لم تعتد فيها ذلك، ولكن لا بأس بأن يصارحها برغبته، ولعلها إذا تكلفته في أول أمرها أن يصبح سجيّة لها.
ولكن على تقدير عدم وجود الحب أصلا بين الزوجين، فضلا عن كون أحد الزوجين لم يبادل الآخر مشاعره العاطفية، فلا ينبغي أن يكون ذلك مشكلة أو يستدعي المصير إلى الطلاق، فمما أثر أن رجلًا جاء إلى عمر -رضي الله عنه- يريد أن يطلق زوجته معللًا ذلك بأنه لا يحبها، فقال له عمر: ويحك، ألم تُبْنَ البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم؟. والتذمم: هو الإحسان إلى من يذم بترك الإحسان إليه.
وأما الزواج من أخرى: فالأَولى التريث فيه، والنظر فيما إن كان فيه مصلحة راجحة، فيمكن حينئذ المصير إليه، وأما إذا غلب على الظن أن يكون سببًا في هدم بنيان الأسرة وضياع الأولاد فينبغي صرف النظر عنه.
وزواج المسيار جائز إن استوفى شروط الصحة، كما بينا في الفتوى رقم: 3329.
والله أعلم.