الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فمن الثابت أن الروح تخرج من الجسد عند النوم، قال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {الزمر:42}، وقال عليه الصلاة والسلام: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمهما، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين. متفق عليه.
لكن خروج الروح عند النوم يختلف عن خروجها عند الموت، فخروج الروح عند الموت خروج تام، وانفصال كامل، أما خروجها عند النوم فخروج جزئي ينشأ عنه فقد الإدراك، ويبقي لها - مع ذلك - ارتباط بالجسم، ونوع اتصال على كيفية لا يعلمها إلا الله سبحانه؛ ولذا يتحرك الإنسان، ويتنفس، ويتكلم أحيانا.
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان: تخرج الروح من الجسد عند النوم خروجا غير كامل، فيبقى لها ارتباط بالجسد، والخروج الكامل بالموت، أما خروج روح النائم فهو نوع من الخروج لكنه غير كامل. اهـ بتصرف يسير.
وراجع - للفائدة - الفتوى رقم: 69503، ورقم: 174517
والله أعلم.