الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالخوف من النفاق، ومن النار، ومن سوء الخاتمة عبادة جليلة، ولكنها غير مقصودة لذاتها، بل المقصود منها أن تحث على العمل، فإذا تحقق العمل، فهو خوف محمود، وأما إن أورثت القنوط، فليس هو الخوف الذي أُمرنا به، وانظر الفتوى رقم: 269278.
فاحذر من التمادي في الخوف أن يورثك القنوط، وداو ذلك بالرجاء، وحسن الظن بالله.
وكونك تشعر بألم القلب فهذا دال على بقاء حياة القلب، ويبقى أن تداويه بمبادرة التوبة النصوح.
وكونك يتكرر منك العزم على الطاعة ثم يزول، فلا يعني اليأس، بل يقتضي مزيد مسارعة، ومبادرة التوبة، حتى لو غلبك الشيطان مرة أخرى، فلا تنقطع، ولا تيأس، وعُد، فالله يحب العبد المفتّن التواب، وانظر الفتويين التالية أرقامهما: 128530، 112268.
ونرشدك إلى دواء لما يدخل إليك الشيطان منه من التفكير فيما يقول الناس، وهو إخفاء بعض الأعمال الصالحة فهو أمر حسن ومطلوب شرعا، وهو أعون على الإخلاص بلا شك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل. رواه الخطيب في تاريخه والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، وصححه الألباني، وانظر للفائدة الفتوى رقم: 276946.
وراجع بعض ما يعين على الإخلاص بالفتوى رقم: 10396.
والله أعلم.